Friday, August 09, 2013

عن " ذات " كاملة و" ذات " خيري



عن ذات " كاملة " و ذات " خيري "..



تابعنا منذ الأيام الأولى في رمضان بشغف شديد مسلسل " ذات " للمخرجة كاملة أبوذكري والسيناريست مريم نعوم, والمأخوذ عن رواية بنفس الأسم للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم.
  والحقيقة كانت الحلقات الأولي لا تبشر بعمل جيد فحسب، بل تبشر بعمل عظيم.. فقد قرأت الرواية الأصلية منذ بضعة سنوات، وبدأت في اعادة قراءتها مرة أخرى عندما قرأت ان شركة أفلام مصر العالميه تستعد لإنتاجها في مسلسل تليفزيوني في 15 حلقة.. وكان لدي شغف شديد لمشاهدة هذا العمل وخصوصاً انه يؤرخ لفترة هامة في تاريخ مصر، وأيضاً لأعجابي الشديد بأعمال الأستاذة كاملة أبو ذكري والكاتبة مريم نعوم..
بدأنا بالانبهار والاندهاش من ابداع الكاتبة في سرد تاريخ مصر عبر " ذات "  الشخصية الرئيسية في المسلسل،  ولمسنا الحرفية الشديدة للمخرجة في اختيار فريق الممثلين وتوجيههم، وكذلك اختيارها الموفق للديكور والملابس عن كل مرحلة زمنية..
ولم يخلو الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعية في الإثناء والإشادة بهذا العمل، وأمتلأت الصفحات الشخصية لصناع المسلسل بالتهاني والمباركة على صناعة هذا العمل العظيم، ولم تخفي أيضا مخرجته - على صفحتها -  فرحتها بردود الافعال الايجابية حول عملها.

وكتب العبد الفقير لله في العاشر من رمضان بعد مشاهدة العشر حلقات الأولى من معظم المسلسلات المعروضة أنه أفضل مسلسل بالمشاركة مع مسلسل " بدون ذكر أسماء " للكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج الموهوب تامر محسن

ولكن ماذا حدث ل " ذات " ؟
تفاجئ المشاهدين بوجود مخرج ثان للعمل قام بإخراج الحلقات من الثامنة عشر حتى النهاية.. لم تكن مفاجأة بالنسبة لي، فكنت اعلم كما نشرت الصحف منذ أكثر من عام عن اتجاه الشركة المنتجة لإسناد مهمة اخراج هذه الحلقات للمخرج الكبير خيري بشاره، بغيةُ ًلحاق المسلسل في سباق رمضان الماضي، ولم أكن اتوقع وقتها ان يلاحظ المتفرج العادي او يفرق بين مخرج وآخر، فهناك مسلسلات كثيرة هذا العام والأعوام السابقة اشترك في اخراجها اكثر من مخرج نظرا للظروف الانتاجية وضيق الوقت قبل شهر رمضان. ولكن يبدو ان الوضع كان مختلف مع " ذات "

ماذا حدث للمتفرج ؟
في البداية دعونا نشير إلى أن هذه المفاجأة لم يشعر بها المتفرج من اللحظات الأولي في بداية الحلقة الثامنة عشر- فمعظم جمهور المسلسلات لا يتابع اسماء تترات التليفزيون، وخاصة بعد مرور نصف شهر وأكثر من عرض المسلسل، إنما لوحظت تغيير المخرج من تغيير طريقة سرد الأحداث مع منتصف الحلقة التاسعة عشر عندما اتضح له الفرق الكبير في سرد الأحداث عبر المخرجة كاملة أبو ذكري وسردها من المخرج خيري بشاره..
 - حالة أشبه بالهرج والمرج كانت بدايتها مجرد تساؤل.. هما غيروا المخرج؟ لتتحول لعدوى تنتشر على صفحات شبكات التواصل الإجتماعي... بعدها بدأ الهجوم الشديد على المخرج من قبل بعض النقاد على الأنترنت وفي الصحف معظمها لم يكن بهدف النقد اوحتى الاشارة للإختلاف الذي طرأ على المسلسل منذ كتابة اسم الاستاذ خيري بشاره كمخرج آخر للعمل، وبدا الأمر وكأنه تصفية خلافات شخصية بينهم وبينه.
وبادر المخرجون من أبناء جيل أ- خيري وكذلك من تلاميذه في الدفاع عن تاريخ المخرج الكبير المشرف، وكأننا في معركة، أو كأننا أنكرنا هذا التاريخ، واستشهدوا أيضاً بأفلام عظيمه له !.. فعل محبيه وتلاميذه مثلما فعل معارضيه حينما استشهدوا بمسلسل " الزوجة الثانية " الذي يعرض هذا العام أيضاً لنفس المخرج.
ليست هناك علاقة بين العملين بالتأكيد، وهذا ليس موضوعنا الآن.
فلنعود ل " ذات "
رأيي ان الانحدار الحقيقي لجودة المسلسل بدأ منذ الحلقة الرابعة عشر، لا اعلم لماذا شعرت بهذا، ربما بسبب البدء في تكثيف الأحداث.. لكن الاخراج بدى لي كما هو في نفس قوته.
- حتى شاهدت الحلقة الثامنة والتاسعة عشر.. فبدأت اشعر – مثل الكثيرين – بإنزعاج حقيقي من هذا التغير.. بداية من الإهمال الشديد في التفاصيل الصغيرة التي كانت تركز عليها المخرجة في سردها للأحداث، مروراً بالتمثيل للشخصيات الصغيرة والجديدة علي الأحداث ك بنتي ذات وعبد المجيد، الذي كان الفرق واضح بينهما وبين الصغيريتين اللآتي قاما بالدور في الحلقات التي تسبقها، فكان هناك توجيه حقيقي للممثل واضح علي الشاشة، وكنت اشعر بمدى واقعيتهما وكأنهن روح وجسد حقيقيان لا تمثيل ! وفي اعتقادي أن هذا لم يظهر في الأدوار الكبيرة ( ذات وعبد المجيد ) بسبب أن تلك الأدوار قام بها ممثلين محترفين.. درسوا الشخصيات جيداً وحافـظوا على توجيهات المخرجة كاملة أبو ذكري.
مروراً بسرعة تكثيف التصوير وانحصار المشاهد كلها لتكون " داخلي " في منازل الشخصيات او اماكن عملهم، اللهم بعض مشاهد خارج العمارة او على سلمها. رغم ان الحلقات السابقة كانت مليئة من مشاهد التصوير الخارجي والمشاهد الأرشيفية للشوارع – التي أبهرتنا جميعاً - رغم ندرتها وصعوبه الحصول عليها !
وعلى العكس كانت الحلقات اللاحقة تناقش احداث قريبة جداً من الزمن الحالي، او في الزمن الحالي نفسه كما في الحلقات الأخيرة. ناهيك عن الديكور والملابس لفترة التسعينات والتي بدت وكأنها في الزمن الحالي..
وتبدأ ذروة هذه الظاهرة..
- في مشهد " زلزال ١٩٩٢ " في بداية الواحدة والعشرون
عندما أكتشف عبد المجيد أن ابنته " دعاء " تتقابل مع ابن جارهم " هيثم " فكيف ومتي لنا كجمهور تصلنا تلك المعلومة ؟ اكتشاف الوالد لفعله ابنته، فقد تم سرد وتصوير هذا المشهد بإهمال شديد حيث تم تصوير ( الأب في التاكسي فقط– والبنت مع الولد في الشارع ) الأب لا نعلم أين ينظر، ثم بعدها لقطة اخرى في مكان آخر لأشخاص آخرون ! حتى جائت البنت لجارتها الصديقة " مديحة " واختها تحكي لهما ان والدها رآها !!!. أين اللقطة التي شاهدت فيها أبيها؟
ربما انه في التصوير تعذر حضور كل الممثلين في المشهد فتم تصويره كل لقطة وحدها على أن يتم ربطهما في المونتاج، لكن كما ترون. حتى في المونتاج تم فصل اللقطتين بشكل يعقدها لا لحلها.. وكأنه يبدو أن من كان في المونتاج ليس له علاقة بتسلسل الأحداث.. وأحزن أن أرى غلطة بسيطة مثل هذه في مسلسل بحجم هذا العمل.. لكن الحقيقة هذا أقل خطأ صادفته..
فقد بدأت بهذا المثال في محاولة للوصول للأسباب الحقيقية لشعورنا هذا الشعور بداية من تغيير المخرج.
فأفتقدت كل الحلقات التي قام بإخراجها أ- خيري للقطات وجهات النظر.
التي كانت تعتمد عليها المخرجة في سرد الأحداث التي تمر الشخصيات وكذا التغيرات التي مرت بها مصر من خلال الشخصية الرئيسية في المسلسل " ذات " ف بدت لنا ذات في الحلقات اللاحقة وكأنها شخصية عادية، مثل أي شخصية في المسلسل، وبدت لنا الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر وكأنها مقحمه على أحداث المسلسل وشخصياته، التي تحولت إلى شخصيات باهته حتي الحلقات الأخيرة، ربما مسئول عن ذلك كاتبة السيناريو التي لم تقم بعمل توازنات بين الحلقات الثلاثون قبل أن تقرر شركة الإنتاج ان تحولهما من خمسة عشر حلقة إلى ثلاثون. ليست مسؤليتها فحسب، فقد جائت أكثر المشاهد تأثر فيما بعد وكأنها مشاهد فارغة من أي نوع من التفاعل مع المتفرج، واذكر هنا مثال واضح جداً في الفرق بين مشهدين، قبل وبعد تغيير المخرج.
فمشهد بكاء عبد المجيد عندما طالبته بنتاه ان يوفر لهما اجهزة حديثة في المنزل كالفيديو وبعض متطلبات المنزل الحديث، كان رد فعل انفعال ثم بكاء، وبكينا معه، وبكى الفيس بوك والتويتر معه. حرفياً. كان هذا المشهد في الحلقة الثالثة عشر
أي قبل تغيير المخرج، تم سرده اخراجياً بحرفية شديدة واتذكر لقطات وجهة نظر ذات لعبد المجيد والبنات، واتذكر ردود افعالها على كلامه جيداً..
                
 دعونا ننظر لنفس المشهد ولكن في الحلقة الحلقة السابعة والعشرون.. اي بعد تغيير المخرج، كان نفس المشهد تقريباً ولكن بإختلاف وقت الواقعة عندما كبر ابنه " أمجد " وطلب منه شراء موبايل، وكان الموبايل اختراع حديث في ذلك الوقت، مثل زي الفيديو في المشهد السابق بالظبط، فما كان من عبد المجيد الا أن أنفعل ثم بكي، فهل أحد منا بكي معه ؟ تذكرنا هذا المشهد بعدها؟ فهل صدقناهم؟
                               
- كان رد مخرجة العمل، وبعدما كانت تصف المسلسل بطفلها الذي جاء بعد ولادة متعثرة – ثلاث أعوام هي فترة عملها على المسلسل، جائت لترد عبر صفحتها على الفيس بوك - قبل أن تقوم بإغلاقها بعد ذلك - رد أشبه بردود الأخوان المسلمون او نظام مبارك في السابق.. لا تفهم منه شيء.. قالت انها ليست طرف في أي صراعات وطلبت من متابعيها عدم افساد فرحتها بردود الأفعال حول الحلقات التي قامت بإخراجها !!!! فهل بهذه الطريقة تتحدثين عن عملك التي قمتي بالتحضير له وتصويره ومونتاجه طوال تلك المدة؟ هل تخجل من أن تعلق على أستاذه، ربما خجلت أيضاً من قبل أن تجلس معه وتشرح له طريقتها في سرد " ذات " مثلما يفعل أي مخرج يتعرض لهذا الموقف، لا اعلم ماذا كان ينبغي أن ترد، ليس من شأني، ولكن ردها هذا كان مفاجأة للجميع وعلى رأسهم المخرج الكبير – الذي هو الآخر من جيل أستاذ خيري – وكتب عن تعجبه لرد فعلها صراحةً على صفحتة الشخصية...
قد تطلقون عليه ظروف انتاجيه وقد تطلقون عليه استسهال، ولكن حقيقة بعدما شاهدت الحلقة الثامنة والعشرون وما حدث بها، ف أستطيع أن أطلق على هذا الفارق أنه " جريمة " نعم جريمة حينما يتم عرض حلقة بها خطأ كهذا... فبعد أن كنا نقرأ علي الشاشة رقم السنة التي بها الأحداث الآن، وشاهدنا في بداية الحلقة أننا في عام 2003 والاحداث ايضاً في عام 2003 كسقوط  بغداد، وفي منتصف الحلقة تسير بنا الأحداث حتى 2005 كملف التوريث وغيره من الأحداث التي مرت بها مصر في تلك الفترة، ثم قبل منتصف الحلقة يتم كتابة عنوان ( حادث الحسين 2005 ) يتم كتابته خطأ اننا في عام ٢٠٠٣ ورغم اننا مازلنا في نفس الحلقة ( بمعنى ان الذي لا يتذكر الحادث يستطيع الملاحظة ان هذه الحلقة بدأت بعام 2005 كما في العنوان السابق..  بعدها رجعنا تاني ل 2005 !  مبارك يدلي بصوته ف الاستفتاء في مايو 2005 ( التاريخ صحيح ).. بعدها حادثة شرم الشيخ 23 يوليو_ تم كتابتها خطأ
( 2003 بدل من 2005 ) رغم اننا مازلنا في نفس الحلقة..
وبهذا يكون في  ( حلقة واحدة )  التواريخ عالتوالي.. 2005 – 2003 – 2005 – 2003




هل تدركون حجم هذا الخطأ وماذا يعني لمسلسل في حجم ذات ؟
خطأ مونتاج كهذا إن دل فإنه يدل أنه لا أحد شاهد تلك الحلقات الأخيرة ولا حتى المونتير نفسه، بمعنى انه لم يشاهد الحلقة كاملة ولو مرة واحدة بعد عمل المونتاج لها ، ولم يقم المخرج نفسه بمشاهدة الحلقات من باب مراجعه عمله، ولم تشاهده أيضاً المخرجة من باب حب التطلع !! رغم انه حسب ما قالت الصحف أنه تم الانتهاء من تصوير المسلسل أواخر العام الماضي !!!! وهذا يعني انه حتى إن وضعنا عذراً لضيق الوقت، لا نستطيع !!!


- فمن الأفضل لهم أن يكتبوا هذا " التنويه "  في نهاية المسلسل:

- نؤكد أن هذا السقوط الذي حدث في الحلقات الأخيرة من المسلسل، ليس سقوط مفاجئ، إنما هو جزء أصيل من الأحداث، والتشابه مقصود بينه وبين الإنحدار التاريخي لمصر.... فمصر ١٩٥٢ تختلف عن مصر 2013 .               
( أسرة المسلسل ) 





Tuesday, May 31, 2011

محاكمة عسكرية.. أم المدنية

والله ح يبهدلونا


والله ح يبهدلونا

كانت تلك أولى كلماتي مع أصدقائي وأبناء عائلتي فور خروجي من أحد معتقلات الجيش المصري المسماه بالسجن الحربي بمنطقة الهايكستب بطريق السويس.. ليلة 11 فبراير 2011

- الليلة التي تنحى فيها المخلوع.. او بمعنى ادق.. أُرغم على التنحي.. من قبل الجيش بقى.. من قبل المتظاهرين

انا كنت جوه آخر أسبوع ومش متابع التطورات.. كانت كل الناس مبسوطة بإن المجلس العسكري ح يحكم البلد..

- التدوينة دي بمناسبة الدعوة التي تلقيتها.. لكتابة تدوينة ( عن المحاكمات العسكرية ) يوم 1 يونيو 2011

- أنا مش ح انتقد المجلس العسكري ولا ح أرمي تهم على حد.. لأني شايف ان اي شراكة بين 2 ممكن يحصل فيها مشاكل.. فما بالك شراكة بين قوتين زي دول

المجلس العسكري.. والشعب

- اخترت احكي تجربتي بتفاصيلها.. لأني شايف انها كفيلة تعرفنا يعني ايه محاكمة عسكرية، والمدني اما بيدخل سجن عسكري بيتعمل فيه ايه.. ح احكي تفاصيل اعتقالي وقضائي 5 أيام في سجون الجيش وعلاقتي بالقوات المسلحة في تلك الأثناء وحضراتكم تحكموا..

- احب أؤكد ان المجلس العسكري هو اللي بيفشى الأسرار العسكرية.. وهو اللي انتهك حرمة الجيش.. وحرمة المناطق العسكرية.. اما حقق معانا ف النيابات العسكرية وحبسنا ف سجونها.. ولو فيه حساب.. يبقى المجلس العسكري هو اللي المفروض يتحاسب مش احنا..

- احب كمان اعتذر لحضرة الضابط اللي قالنا واحنا خارجين:

روّحوا لأمهاتهم خلوهم يطبخولكم أكله حلوة.. يدبحولكم بطه.. واقعدوا كده استرخوا ف بيتكم كام يوم ولا اسبوع.. واوعوا تقولوا لحد انتوا كنتوا فين..؟ مش من مصلحتكم تحكوا اي حاجه شفتوها هنا..

1 - مساء يوم الأحد الموافق 6 - 2 – 2011

وانا خارج من ميدان التحرير وكان معي احد الزملاء..

قررنا ف اليوم ده اننا نخرج من ميدان التحرير ونبات في أي شقة تبعنا تكون قريبة.. ف أول فيصل أو ف الهرم لسه ما قررناش.. قبلها عرفنا زمايل لينا وزميله للزميل اللي كان معايا اننا ح نخرج وانها تستنى مننا تليفون تطمن علينا.. وانا كان المفروض اكلم امي زي ما وعدتها ف اليوم ده قبل مانام..

طلعنا على موقف عبد المنعم رياض وكانت الساعة حوالي 11 مساءاً وقت حظر التجول بدأ.. لكن بخبرتي مع حظر التجول قلت ان حظر التجول لا يطبق فعلياً واننا مادام معانا بطايقنا وف السليم ماحدش ح يقدر يكلمنا.. وقد كان

ف عبد المنعم رياض واحد من الجيش وقفنا قالنا رايحيين فين.. قولناله مروحين.. فيه حاجه؟ ولا نرجع ميدان التحرير؟ قالنا لأ مفيش.. بس خدوا تاكسي ماتمشوش على رجليكوا..

شارع الكورنيش وقتها كان فاضي.. وده كان بسبب الدبابات والعربيات العسكرية الموجودة كل 5 متر..

فين وفين اما جه تاكسي وكان راكب معاه واحد قدام.. والسواق قالنا تعالو ده نازل المنيل واوديكو بعد كده فيصل

بالفعل ركبنا معاه ومشي بينا وكل 100 متر كنا بنقف ونتفتش تفتيش كلي وبتتشاف بطايقنا وتمام.. لغاية ما التاكسي دخل ف شوارع المنيل مش فاكر كان اسم الشارع ايه.. ولاحظنا ان الناس لسه صاحية وقاعدة بره تحمي بيوتها وعمايرها.. واللجان الشعبية شغاله

ولاحظت ان التاكسي ما اتفتش خالص عشان الراكب القدماني كان معروف ف المنطقة وكل ما يعدي على جماعة يشاورلهم.. يقولوا اتفضل يا ميسو

لغاية ما ميسو نزل من التاكسي والسواق كمل لآخر الشارع عشان يلف بينا يروح فيصل وعند الملف كان هناك لجنة شعبية.. وكان معظم اللي واقفين فيها اشكالهم ماتديش غير على بلطجية.. كحال معظم اللجان الشعبية وقتها.. وقف التاكسي وجه واحد اقرع طول بعرض من رجاله المنطقة الواقفين ف اللجنة الشعبية.. وشاف بطايقنا

وأستغرب انه لقى بطاقة واحد فينا إسكندرية وبطاقة واحد تاني مصر الجديدة.. وأننا رايحين فيصل.. وأحنا دلوقتي ف المنيل

قالنا انزلوا فتش الشنطة بتاعتي وطلع منها الكاميرا.. وسألني وهو بيحاول يفتح الكاميرا.. عليها ايه الكاميرا دي؟ مديت ايدي آخد الكاميرا منه عشان ما يبوظهاش وقولتله.. هات اوريك.. قام ضاربني بإيديه ف وشي وطلب من سواق التاكسي انه يمشي.. ونادى بقية زمايله وطلب من سواق التاكسي انه يمشي.. واحنا قولناله ان اصلاً مكنش فيه اي عربيات ف الشارع واضطرينا نركب مع تاكسي بيوصل واحد ف المنيل عشان يرجع بينا فيصل..

الزميل اللي كان معايا سرعان ما قالهم اننا كنا ف التحرير بنصور.. وقام هاتك ياضرب.. بالنبابيت والعصيان ناهيك عن التهويش بالخناجر.. والاصوات تتعالى: ياولاد الوسخة ده انتو ( بتوع التحرير ) ما بتنيمتوناش بقالنا أسبوعين

ماستغربتش كتير عشان ده كان رأي ناس كتيرة من عامة الشعب ف بتوع التحرير.. خصوصاً اللي كانو واقفين لجان شعبية منهم.. مش كل اللجان الشعبية برضو عشان منظلمش حد.. لكن الجهله منهم اللي كانوا مسلمين نفسهم للتليفزيون المصري.. ولأهرام أسامة سرايا.. وبقية المرتزقة من الاعلاميين اللي كانوا فاكرين نفسهم مستقلين

المهم

انا ابتديت اعلي صوتي عشان اسمع الناس اللي نايمة ف المنازل الموجوده ف الشارع. تحسباً أن واحد عاقل يطلع من دول ونعرف نتكلم معاه.. بالفعل جالنا عاقل.. لكن الحقيقة ماطلعش عاقل خالص.. قالنا ماتخافوش وروني بس فيها ايه الكاميرا ولو مفيهاش حاجه ورونوا كارنيهات القناة اللي بتشتغلو فيها واحنا ح ناخد الشرايط ونسيبكوا.. احنا لسه بس من يومين ماسكين مصورين لقناة الحياة.. كلمنا الجيش قالنا خدوا منهم الشرايط وسيبوهم.. بعد ما ورونا كارنيهاتهم طبعاً

يادي المصيبة.. يعني مسكوا ناس وروهم كارنيه القناة ومع ذلك خدوا الشرايط وسابوهم.؟ امال ح يعملوا فينا احنا ايه؟

الزميل اللي كان معايا كان هادي طول الوقت.. وهدوءه ده ماحماهوش من الضرب هو كمان.. ف بعد ما خدونا ف مدخل عماره وكتفونا.. ونزل واحد تاني من سكان العمارة وقالنا ماتخافوش انا ظابط.. المشكلة ان كل واحد من سكان المنطقة يجي يبص علينا ويقولنا ماتخافوش.. انا كنت سرعان ما بمدح فيه واقوله حضرتك اكيد فهمتنا صح؟ ده شكل بلطجية ده؟ اللي يقولي لأ بس شكل اجانب.. وخصوصاً الزميل اللي كان معايا كان طول الوقت ساكت وهادي.. لدرجة ان واحد منهم قام ضربه وقاله.. انت ساكت ليه ياد؟ انت اكيد عامل عامله كبيرة.. طلع اللي ف جيبك يا ابن.. التاني راح رد عليه بسرعة قاله.. ده مش عاوز يتكلم عشان شكله اجنبي وخايف نقفشه من لهجة كلامه

طبعاً كانوا بعتوا جابو ظابط جيش من اقرب نقطة فيها تفتيش للجيش.. كان تقريباً ملازم وكان واضح ان الظابط ده يعرفهم ويعرفوه كويس لانه كان بيناديهم بالإسم..

انا شفت ظابط الجيش.. قلت الحمد لله جانا الفرج.. ح نروح

الظابط دخل علينا واحنا ف قمة الانهيار.. من المصير المظلم.. وأول ما شفته حسيت اني روحي رجعتلي تاني.. وما منعتش نفسي وانا بقوله.. انا اول ما شفت البدلة دي ( اللي لابسها ضابط الجيش ) استريحت.. ياريت حضرتك تاخدنا من هنا واحنا مستعدين للتحقيق والتفتيش زي مانت عاوز

ماكملتش جملتي لقيت ايد بتنزل عليا وخدت أول قلم من أحد البلطجية ف وجود الظابط.. وبتاع الجيش ولا حتى بص ناحية اللي ضربني

طلب من البلطجية انهم يجيبولهم كلابشات بلاستيك.. اللي بيتربط بيها السلك.. وانا كان نصيبي كلابشين عشان كنت بتكلم كتير.. وزميلي الصامت كان نصيبه كلابش واحد.. عشان أجنبي

البلطجية هما اللي كلبوشنا ودخلونا ف عربية ملازم الجيش.. وكانت عربيته الملاكي مش عربية ميري..

ومن مدخل العمارة حتى العربية.. ضرب وشتيمة وبتاع الجيش قاعد يتفرج

ركبنا ف الكرسي الخلفي من العربية واحنا مكلبشين.. وركب جنبي واحد وواحد تاني كان عاوز يركب جنب الزميل.. ولكن الزميل انفرط ف الصراخ وطلب من الضابط بتاع الجيش حمايتنا وحمله المسؤلية.. كان الضابط بيحط الكاميرا بالشرايط ف شنطة العربية وجه على صوت الزميل.. وطلب من اللي قاعد جنبي يمشي وطلب من اللي البلطجي اللي ركب قدام برضو يمشي.. وانه ح يتولى المسؤلية ويسلمنا للشرطة العسكرية.. والناس مصرة انها توصلنا.. قاموا جابو موتوسيكل وعربية ملاكي تاني ومشيوا ورانا لأول الشارع.. لحد بتاع الجيش طلب منهم انهم يروحوا وما يخافوش واننا لو هربنا ح يعمل فينا ويخلي

المهم

بعد ما مشينا من المنطقة المشئومة دي سألنا عمنا الظابط.. هو حضرتك ح تعمل فينا ايه؟

قالنا ما تخافوش انا ح اوديكم اقرب نقطة ف الهرم ح يتحقق معاكو وبعدين يتم اخلاء سبيلكم من هناك.. انا مش عاوز ابهدلكم

وصلنا نقطة الجيش قام الضابط نازل من العربية وطلع الكاميرا.. ولا انكر انه خد الشرايط.. ك نوع من الحماية لينا.. يعني الكاميرا دلوقتي مفيهاش ولا شريط مفيش غير شريط فاضي ف علبة الكاميرا.. المهم انا ماعرفتش ده غير متأخر بعد ما اعترفت اني كنت بصور ف التحرير.. اعترف ليه اصلاً هو التصوير ف التحرير جريمة؟ مش عارف انا عقلي كان فين ساعتها.. كان كل همي اني ارجع التحرير تاني واكمل.. او حتى عالاقل اتصل بأمي اطمنها

نزلنا نقطة الجيش والضابط ف ايده الكاميرا والحاجة.. لقينا مجموعة من البشر حوالي 6 شباب نايمين على بطنهم وعساكر من الجيش نازلين ضرب فيهم.. وأول مادخلنا قالولنا.. ماتخافوش دول بلطجية وتجار مخدرات..

والضابط اللي سلمنا أول مرة وهو بيسلمنا لنقطة الجيش دي قال جملة سمعناها كتير بعد كده: الناس دي شكلها محترمة.. مش زي العيال دول

انا بصراحة اطمنت اول ما سمعت الجملة دي.. لكن مكنتش عاوز اسمعها كتير.. كنت عاوز امشي بقى

واشكال ايه محترمة اللي بيتكلم عنها ده انا دقني كانت طويلة وكان بقالي 4 تيام ما استحمتش ولا غيرت هدومي وشكلنا كان كأننا هربانين من السجن

قبل ماندخل مكتب مدير المنطقة طلب مننا العسكري اننا نطلع موبايلاتنا والمحفظة ونحطها ف الشنطة اللي فيها الكاميرا.. عشان ممنوع ندخل بيها

دخلنا على مدير المنطقة وكان مشغل التليفزيون القناة الخليجية اياها اللي شغالة 24 ساعة بنات بيرقصو شكشكة على مسرح.. وكان طول اللقاء بيبصلنا شوية وشوية يبص عالتليفزيون

الحقيقة كان راجل كوميدي انا مامنعتش نفسي من الضحك من طريقته.. طلب مني يشوف اللي عالكاميرا.. طلبت منه انه يفكني لان الربطة كانت سيئة للغاية.. قالي اصبر.. قولتله ماحنا ف المكتب اهو ح نجري نروح فين؟ طبعاً الزميل كان عنده رد فعل في منتهى البرود ولو مكنتش انا طلبت ان ايدينا تتفك.. الموضوع بالنسبالة كان عادي.. المدير سألني عليها ايه الكاميرا.. قولتله انا مصور حاجات ف التحرير وده شيء عادي ودي كاميرا شخصية لا تبع قناة ولا حاجه.. قالي طيب وريني.. جيت اوريه لقيت الشرايط كانو شريطين متصورين.. اختفوا.. ملقتش غير الشريط الفاضي.. انبسط مني اما عرف اني اتصرفت ف اداة الجريمة.. ! مع اني ماعرفش فعلاً الشرايط دي مين خدها.. البلطجية ولا ضابط الجيش الاولاني؟؟

طلب من واحد تخين كده بيفكرني بالشاويش عطية.. انه يفتشنا.. فتشني ماطلعش مني غير المحفظة وبتاع 200 جنية وشوية فكة.. فتش زميلنا التاني.. طلع منه حسبه 6 تلاف جنية بين عمله مصرية ويورو ودولارات..

وده كان سبب ان الشاويش يقلعني كل هدومي من التفتيش ظناً منه اني معايا فلوس تانية مخبيها..

المهم عمنا مدير المكتب مسك اليورو ف ايده قعد يقلبه وهو مستغرب قام قايل للزميل : ايه ده.. ايران دي؟

ضحكت طبعاً.. قام الزميل قايله لأ.. ده يورو

قعد يعد الفلوس اليورو بالدولارات بالمصري.. وشكله ماقدرش يعدهم.. لان اليورو كان فئات مختلفة..

قام سأله: تقدر تقولي دول قد ايه؟ قاله.. 680 يورو و 200 دولار وألف ستمية جنية مصري.. قام رادد وقال يعني عامل نفسه عارف.. صح

سأل طبعاً الفلوس دي بتاعة مين فيكو ومنين؟ الزميل قال انها بتاعته وانه كان واخدها جايزة من مؤسسة صحفية عالمية.. وبيصرف منها ومالحقش يفكها

قال الحقيقة انا كنت ح اسيبكم لكن لازم اعمل تليفونات الاول عشان اعرف انتو تبع مين.. استنوني برة..

لبست هدومي وخرجت استنى بره.. وعمنا الشاويش عطية يبصلنا ويضحك.. تعالوا يا حبايبي.. ده انتو ح تشوفوا ايام جميلة.. سألته عن اسمه.. قالي اسمه حسن.. ناديته بإسمه عشان يبقى فيه حميمة لكن شكلي غلطت عشان واضح من نظراته انه كان طمعان ف حاجة من اللي شافها.. يا فلوس.. يا.. لامؤاخذه فيا اما قلعت

المهم

طلعنا بره لقيت شاب لابس قميص وبنطلون.. وف العشرينات من عمره.. طلب مننا اننا نبعد عن بعض واخد الزميل ف مكان بعيد عني ورجعلي بعد شوية طلب مني ايديا ورا ضهري وابص ف الحيطة.. انا بصراحة مانفذتش الكلام حتى بعد ما قالي انه مخابرات.. مخابرات؟ هو فيه مخابرات بيقول انه مخابرات..

ما التفتش لموضوع مخابرات

قعد يسألني شوية اسئلة هبلة كان اهم سؤال فيها

عرفت زميلك امتى ومين عرفك عليه

قولتله بكل ثقة اعرفه من زمان عن طريق واحده صحبتي

قالي اسمها ايه؟

قولتله اسمها داليا

ومين تاني صحابكم.. قولتله لينا صحاب كتير.. علي، سارة ، احمد ، هاني..فيه اصحاب كتير مشتركين

قالي ياه.. ده انتو شبكة بقى.

انفجرت من الضحك.. لدرجة انه ضربني بالقلم، طبعاً انا ضحكت لأن جملته فكرتني بأفلام نادية الجندي الهابطة، وعرفت بقى هو ليه قال انه مخابرات

قمت بصيتله بغضب وعليت صوتي.. ايه فيه ايه؟ هو الواحد حرام يبقاله صحاب ف البلد دي ولا ايه؟

عمنا الشاويش عطية ( اللي كان طمعان فيا ) جه وقعد يهديني وما صدق قام مطبط عليا

شوية ومدير المكتب نادى علينا.. دخلنا ودخل ورانا الشاب السيس اللي قال على نفسه مخابرات..

مدير المكتب قالنا انه مع الاسف مضطر يودينا مكان تاني عشان يتحقق معانا فيه

المكان التاني هو ايه؟ مش عارفين.. خدوا موبايلاتنا حطوها

الشاويش عطية دخل ومعاه عسكري لم حاجاتنا كلها بالفلوس حطها ف شنطتي اللي كان فيها الكاميرا

قبل ما نتحرك ويتحرك معانا واحد لابس ملكي ف عربية ملاكي.. مانساش الشاويش عطية يكفتنا.. بس المرادي كتفنا بسلك عادي ربطه على ايدينا.. ربط الزميل بأيديه قدام.. وانا ربط ايدي ورا ضهري.. ماكنتش اعرف ساعتها اشمعنى انا يربطني ورا ضهري ! لكن اما شغلت مخي عرفت

انطلقنا ف العربية وكان الراجل اللي لابس ملكي شكله بشوش.. عشان كده اتكلمت معاه.. ابتديت اتكلم معاه الأول ف العادي.. عن الناس اللي ف التحرير ورأيك فيهم.. ماعرفتش اقفله على رأي.. لكن احتياطياً انا قلت بهزار واضح.. الله يخرب بيوتهم بتوع التحرير جايبلنا الكافية.. ضحك وفهم اني بهزر وانا فعلاً كنت بهزر.. لكن الزميل اللي كان معايا مابيفرقش بين الهزار والجد سرعان ما لقيته اتعصب وقالي.. خلاص بسهولة كده بعت القضية.. قولتله اسكت انت خالص انت السبب.. وبدأت اغيظه شوية.. فيه حد معاه مبلغ زي ده يخرج بيه ف وقت زي ده

في الأثناء دي.. سمعنا تليفون الزميل بيرن جوه الشنطة.. ف قام موشوشني.. سارة كده عرفت وح تتحرك.. انا طبعاً الموضوع كان قالب معايا كوميدي قمت رديت عليه بصوت مسموع.. ومالك بتقولها بصوت واطي ليه كده خايف من ايه؟ سارة ح تتحرك طيب كويس.. قمت قايل للراجل اللي قاعد قدام ف العربية من غير ما يسأل.. أصل سارة دي صديقتنا وكنا قولنالها اننا اما نوصل البيت ح نكلمها نطمنها.. يالا زمانها اتحركت دلوقتي والصحافة بكرة مش ح يبقالها سيرة غيرنا.. وح نبقى مشاهير

قلت كده طبعاً من عشمي ان الراجل يفتحلنا الباب زي ما بنشوف ف الافلام.. ويعمل نفسه مش شايفنا ويسيبنا نهرب منه.. كان رد فعله ابتسامه خفيفة

وكان رد فعل الزميل.. بتقول فيها ياخويه.. بكرة تشوف.. ده انا الدنيا ح تتقلب عليا..

طبعاً ضحكت ضحك هيستيري

المهم

وصلنا المقر الرئيسي للشرطة العسكرية اللي امام سوبر ماركت مترو ف شارع خليفة المأمون بمصر الجديدة

كانت حوالي الساعة 2 صباحاً

وكنت جعان وأقلمت نفسي خلاص اني ح ابات الليلادي ف الأرض خلاص.. ياريتني كنت نمتها ف ميدان التحرير مانا بقالي كام يوم نايم هناك.. يعني جات عالليلة السودا دي واخرج م الميدان

وصلنا هناك الراجل دخل مكتب كده عشان يسلمنا ويكتب اسماءنا ف الكشف.. ماحنا بقينا من اللحظة دي عبارة عن ورقتين قاعدين يلفو معانا كل مكان نروحه.. سابنا مع 4 عساكر وقالهم : دول ناس محترمين ( جرى ايه ياجدعان احنا فين بالظبط؟ كل مانروح مكان يقولوا علينا ناس محترمه؟ هو فيه ناس هنا لامؤاخذه مش محترمة؟.. قعدوا يسألونا جايين ف ايه؟ ومعاكو ايه؟

قولتلهم انا جعان ومش ح اقول حاجه غير اما آكل.. عندكو اكل. .استغربوا من طريقتي واني مش دريان بالمصير المحتوم

دخلنا على مكتب فخم والباب كان مفتوح والعساكر واقفين ورانا والراجل اللي سلمنا قاعد على احد الكراسي وعالمكتب قاعد واحد تقريباً كان عقيد وقالنا انه ماسك المكان كله.. وكان فاتح التليفزيون برضو بس المرادي كان على القناة الأولى

اول سؤال سألهولنا انتو بتشتغلوا ايه؟

الزميل قاله انا مفصول من جامعة الازهر.. قاله واتفصلت ليه من الازهر.. قاله بسبب مقال كتبته واتحبست 4 سنين بتهمة ازدراء اديان وسب رئيس الجمهورية.. استغفر الله العظيم.. هكذا قال الرجل وقام باص ف بطاقتي وسألني. قولتله بشتغل مساعد مخرج.. واحياناً مخرج

سابه من الزميل خالص وركز ف موضوع مساعد مخرج ده

وقعد يسألني اشتغلت مع مين.. طبعاً كلمته بطريقة عادية بدون اي تكليف.. عديتله ناس اشتغلت معاها.. وطبعاً مكنش يعرفهم.. لغاية ما جيت على اسم خالد يوسف.. قام ماسكني.. اسئلة بقى.. هي غادة عبد الرازق بتقلع قدامكو كده عادي؟ قولتله بتقلع قدامنا ازاي؟ قالي يعني انا سمعت انها اما بتيجي تغير هدومها بتغيرها قدام الناس الشغالين ف الفيلم عادي.. قولتله يا راجل؟ ازاي ده انا اول مرة اسمع الموضوع ده.. قالي ياسلام يعني انت ما شفتلكش بـ.. باين كده ولا حاجه.. يعني هي اما بتوطي ولا بتبقى قاعدة براحتها مفيش حاجه بتبانلكم..

ابتسمت وعملت نفسي مكسوف.. قال كأني اتكشفت.. قمت قايله بكل سخرية ماعرفش مفهمهاش ازاي.. ما شاء الله حضرتك عرفت منين؟ لأ بجد انا مكنتش بعتقد ف موضوع المخابرات وأمن الدولة ده.. لكن حضرتك أثبتلي ان مفيش حاجه بتستخبى عليكم.. ما شاء الله والله

انا انتهيت من جملتي قام الزميل قعد يقولي قدامهم.. خلاص يا سمير بعت القضية

وانا اغيظة واكمل كلام مع الراجل اللي سرعان ما سأل الزميل.. ممكن اعرف انتو ايه اللي كان ممشيكو بالليل وايه الفلوس دي.. حكينا القصة كلها

قام راجع بالكرسي للوراء وقال.. تصدقوا انا لو يدوني أمر أني أنهي الموضوع ده ويسيبولي التحرير بس ساعة واحدة.. والله انزل ب 60 عسكري بس.. 60 ايه؟ والله لو 20 عسكري بس.. كل واحد بكرباج.. لأفضي التحرير ده خلال ساعة..

رديت عليه وقولت.. بس احنا عارفين يافندم ان قواتنا المسلحة ماتعملش كده ابداً.. قالي لا والله ياخويه تعمل بس.. عشان ميبقاش شكلنا وحش قدام العالم وحموم الإنسان بتاعتكو !

انا طبعاً ماصدقتوش.. لكن بعد اللي شوفته.. افتكرت كلامه

رجع تاني للزميل وسأله.. يعني حضرتك طالب ومعاك المبالغ دي كلها.. وبتقولي جايزة ومنظمة مش عارف ايه؟ يعني انت اقرب مثال على الشباب اللي بياخدوا فلوس من بره ومش عارفين هما بيعملوا ايه ولا بتوع بره دول بيستخدموهم ف ايه

طبعاً الزميل كان شكله وحش جداً ومعرفش يرد. لكن انا مصدقه انها جايزة.. لكن حظة كده نعمل ايه؟

المهم سألنا على متعالقتنا تاني عشان يكتبها ف الأمانات وقالنا انتو ح تباتو معانا لبكرة لغاية ما تتعرضو عالنيابة العسكرية.. والنيابة تشوف ح تعمل معاكو ايه.. قولتله طيب يافندم ممكن بما اننا ح نبات اكلم امي اطمنها عليا

قالي ممنوع استخدام التليفون.. وبعدين كلها مسافة الليل وبكرة تعمله اللي انتو عاوزينه.. قولتله طيب مبدأيا انا جعان وبما اننا ح نبات هنا عاوزين نشوف كرم الضيافة بقى.. قالي ح يجيلكو أكل وكل حاجه ما تقلقوش..

سلمنا متعلقاتنا كلها الفلوس بالمحفظة بالشنطة بالمفاتيح بالموبايلات وبقينا عالأبيض

وخدونا العساكر وهما مبتسمين.. ماعرفش مبتسمين عشان سمعوا الحوار اللي دار بيننا وبين الريس بتاعهم.. ولا مبتسمين ليه؟؟

خدونا ودخلونا عنبر متوسط حوالي 6 متر ف 10 متر.. وفيه ما يقرب من 80 شخص نايمين عالأرض.. اللي منهم نايم على كرتونة واللي نايم على بطانية قديمة.. واشكال المقبوض عليهم ما شاء الله.. مفيشهمش غير 2 بس مش واخدين مطواه ف وشهم.. اول سؤال اتسألناه.. هو ايه اللي بيحصل برة؟ المظاهرات اتفضت؟

سألناهم انتو بقالكم قد ايه؟ لقينا اللي جاي من يوم 28 يناير – سرقة المتحف.. واللي جاي يوم 2 و 3 فبراير موقعة الجمل.. شاورولنا على عيال كده شكلهم مابين الاجانب والبدو.. شعرهم اصفر وعينيهم ملونه لكن مصريين.. قالولنا ان دول بتوع نزله السمان بتوع الجمال والحصنة.. كانو حوالي 6 افراد.. حاولت اتكلم معاهم ما رضيوش يتكلموا نهائي.. وبقية المقبوض عليهم قالوا انهم واخدين جنب ومش بيكلموا حد

الله.. بقى ناس موجودة من يوم 28 هنا.. واضح اننا ح نقعد كتير هنا.. شوية وباب العنبر فتح.. جالنا عسكري معاه رغيفين عيش متعاصين مربى وقالنا كلوا.. طبعاً كان استحاله آكل.. قولتله انا عاوز آكل طبيخ انا بقالي كتير باكل نواشف.. هو ف التحرير وهنا كمان.. ماردش ولا ادى اي انطباع وسابلنا الاكل وقفل الزنزانة ومشي..

احد المحتجزين قالنا.. لو مش ح تاكلوا فيه ناس جعانه.. قولتله انا عن نفسي مش حاكل.. ابتسم وقال.. بكره تاكل.. كلنا كنا اول يوم كده.

بصراحة ف اللحظة دي الابتسامة اللي كانت على وشي راحت.. وحسيت بضيق نفس شديد.. ومبقتش بفكر ف أي شيء غير اني عاوز اخرج من المكان ده

خبط عالباب وناديت بأعلى الصوت.. دفعة يا دفعة.. جالي واحد قالي فيه ايه؟ قولتله عاوز ادخل الحمام.. قالي مفيش حمام.. كام ساعة والصبح يطلع

بقية المحتجزين وسعولنا وقعدونا ف مكان مميز نوعاً ما كان عليه بطانية شبهه دايبه.. وعملنا الجزم كمخدات وحاولت انام طبعاً ماجاليش نوم بس ريحت شوية جسمي.. لغاية ما طلع الصبح.. فتحولنا الباب الشمس دخلت بقوة.. قالولنا اللي عاوز يدخل الحمام.. كل شوية ويجيلنا شاويش.. او ظابط يسأل عننا.. فين بتوع الكاميرا والفلوس؟ نوريله نفسنا ويقوم.. لحد ما جات الساعة حوالي 11 الظهر.. وجه وقت الاكل.. عيش ومربى.. كل واحد رغيف عيش.. او كما يسمونه ف الجيش.. جراية.. ياه بقى انا مادخلتش الجيش.. وبرضو اسمع كلمة جراية اللي كنت بسمعها من صحابي اللي اتجندوا دول؟ كابوس.. انا شكلي عايش ف كابوس

جالنا واحد وسأل عننا تاني وقال فين بتوع الكاميرا والفلوس.. شافنا ونادى للزميل.. طلعله بره وباب العنبر اتقفل وراه.. وبعد ما الزميل ما رجع لقيته مزبهل وبيقولي.. شفت مش قولتلك

قولتله ايه طمني.. قالي مفيش اتكلم معايا شوية وشكله عارفني.. مش قولتلك اني مشهور؟ يابني انت تحمد ربنا انك اتاخدت معايا..

ارد عليه اقوله ايه واحنا ف الظروف دي؟ عملت نفسي مش سامع كلامه وقولتله يحكي.. قاللي ان الراجل سأله لو عندك حد عاوزني اكلمهولك اعرفه مكانكم.. وبالفعل الزميل اداله رقم صديقتنا سارة

الوقت عدى واحنا لسه ف المخروبة اللي احنا فيها دي ومش عارفين هل ح نتعرض على نيابة فعلاً النهاردة ولا ح نترمي زي الناس دي وماحدش ح يسأل فينا.. سألت السؤال ده لكل عسكري او شاويش اشوفه لكن دون جدوى.. كلهم بيقولوا خير ما تقلقوش

فين وفين جه واحد وقعد ينادي على اسماءنا.. وقالنا تعالوا.. وكان معاه الشنطة بتاعتي فيها كل الحاجات ومعاه ورق ف ايده اللي المفروض زي ما قالنا هو محضر استلامنا.. كان راجل شكله محترم.. دايما اللي بيسلمونا من مكان لمكان كانو محترمين

قالنا اننا ح نروح مكان تاني فيه النيابة عشان النيابة كانت المفروض تكون هنا لكن عندهم قضايا كتيرة ف نقلو مكاتبهم للسجن الحربي مؤقتاً.. اتحركنا ف عربية جيب كده انا مش عارف هي كانت بتتحرك ازاي من شكلها وحالتها المخستعه.. وكنت طول الطريق بحاول افهم منه ايه اللي ح يحصل.. وافهمه ان احنا بتوع التاكسي.. دي حقيقة مش تهريج ولا تريقه على الفيلم بتاع احنا بنوع الاتوبيس

دخلنا عالسجن الحربي في منطقة الهايكستب. ومش ح اتمادى ف وصف المكان كتير عشان مايقولوش اني بفشي اسرار عسكرية.. المكان اصلاً معروف انه ف الصحراء.. على طريق السويس.. ومفيهوش اي حاجه تتوصف

وصلنا وفضلنا عالباب شوية.. قعدنا نرغي مع العسكري اللي كان سايق العربية العبقرية اللي كنا راكبيناه وانا شخصياً ابتديت افك وارجع للحس الكوميدي ف الموضوع.. واعربت عن قلقلي طول الطريق ان العربية دي توصل بينا سليمة.. وقولتله انه بطل انه قدر يمشي بيها كل ده عالرغم ان الباب اللي جنبه كان مخلع وكل شوية كان يتفتح منه.. ووعدته لو خرجت بالسلامة ممكن اشوفله حته سلك اربطله بيها الباب

اتفتحلنا الباب الكبير بتاع السجن بعد ما خدنا التصريح بالدخول واتسلمت حاجتنا.. دخلنا لقينا مجموعة كانت داخله قدامنا وبيتعملها تشريفه.. وكلمة تشريفه دي كنت بسمعها الحقيقة لكن عمري ما شفتها.. وهي كالتالي.. ولاحظوا اني بتكلم عن جيش مش شرطة

الشباب اللي كان معظمهم متاخدين حظر تجول.. بينزلو واحد ورا التاني من عربية الترحيلات.. بيستقبلهم العساكر ضرب بالايد لغاية ما يوصلو لمكان يقلعو فيه كل هدومهم ماعدا الشورت.. ويستلمهم مجموعة تانية من العساكر والضابط أشرف وينزلوا فيهم ضرب لغاية ما يبانلهم صحاب.. والضرب هنا كان بيتم بكرابيج وخراطيم وعصيان كهربائية.. واللي كان بيحاول يعترض أو يفهمهم انه محامي او طالب جامعي محترم او معيد ف الجامعة.. يتلمو عليهم بال 5 سته ويعدموه العافية

احنا كنا شاهدين عالمنظر ده وجات عربية تانية حصل فيهم نفس اللي حصل

دخلنا ف مكان ومعانا الراجل اللي المفروض يسلمنا.. كان بيسلم الامانات وواحد قالي لو عاوز تخلي معاك فلوس عشان لو عوزت تشتري حاجه من جوه.. تفائلت الحقيقة.. مش لأي سبب غير اني حسيت ان جوه ح تبقى الحياة حلوة وكانتين وبتاع.. خدت 10 جنية فكة مؤقتاً على اني لو عوزت فلوس اطلب.. ههههههههه ايه العشم اللي كان فيا ده

رجعنا تاني للمكان اللي بتحصل فيه التشريفه والراجل سلمنا وقال للصول اللي استلمنا الجملة الشهيرة.. الناس دي شكلها محترم

وقام رايح للضابط اشرف قايله نفس الكلمة ف ودنه

الضابط اشرف جه علينا ومعاه الدكتور وطلب مننا اننا نقلع هدومنا عشان يتكشف علينا ونتفتش وحذرلنا لو معانا موبايلات او ميموري كارت او اي حاجه.. جه عسكري وعاوز ياخد الجواكت والبلوفرات والجزم بتاعتنا.. عشان فيه تعليمات ان مينفعش تبقى قاعد مدفي ولازم تحس بالبرد.. لكن حصلنا استثناء وسابولنا الجواكت بتاعتنا والجزم.. لبسنا هدومنا ودخلنا ناحية العنابر

دخلنا العنبر وكان اشبه فعلاً بالعنبر بتاع فيلم احنا بتوع الاتوبيس.. حوش واسع ومجموعة من الزنازين المتفاوته المساحة وكاميرا ف وسط الحوش بتصور اللي بيحصل.. لقينا حضرة الصول اللي الراجل وصاه علينا دخل على صول تاني اسمه عمر وعسكري اسمه ماهر ووصاهم علينا.. والحقيقة يادوب مشي.. راح العسكري ماهر خدنا بعيد عن الكاميرات وقام مقلعنا هدومنا عشان يفتش..

انا قلت ف الأول احتياطات لكن السفاح ماهر كان بيفتش على فلوس.. وبالفعل خد ال10 جنية اللي كانت ف جيبي وهو عينه ف عيني كده.. بدون اي خجل.. قلت ف داهية المهم كده كسرت عينه وحيعاملنا كويس.. لقيناه بيعاملنا اسوأ معاملنا.. ح نشوف

في الاثناء دي احنا طول الوقت سامعين اصوات داخل الزنازين.. ناس بتصرخ وبتطلب انها تخرج وناس تانية بتضرب ف ناس وناس بتتكلم لغات اجنبي وفرنسي

الصول عمر قال انه ح يقعدنا ف زنزانة اسمها التأمين.. ودي زنزانة لطيفة مساحتها حوالي متر ونص ف مترين.. مش مهم بس المهم اننا ح نكون لوحدنا وزنزانتنا مقفوله علينا

شوية وباب الزنزانة فتح وجالنا ماهر ولابس بتاعه حمرا كده على دراعة عرفنا منها انه مسك صف عسكري المكان.. مش فاهمين اي حاجه م اللي بيحصل بس المهم ان عمر اختفى ف نفس اليوم اللي جينا فيه ومسكنا العم ماهر

فتح باب الزنزانة ودخل ووراه واحد معاه العيش والمربى.. ادانا كل واحد رغيف عيش.. وبحته معلقة مكسورة كده خد من علبة المربى ورماها عالعيش.. ودي كانت طريقتهم ف اعطائنا الأكل.. وانت وحظك بقى حته المربى تيجي عالرغيف.. تيجي ف وشك.. ماتجيش خالص.. انت وحظك.. قالنا كلوا عشان مفيش اكل تاني غير الصبح.. كنا حوالي المغرب

كلنا وانا شخصياً مكنش ليا نفس كلت نص رغيف بحته المربى.. وقلت اخلي نص الرغيف التاني للطوارىء.. ف جيب الجاكت.. ماهي بقت كده.. بعد ماكان الواحد ملوش نفس للأكل.. ابتدى يتأقلم عالجو

ما اتأقلمتش قوي لاني كنت طول الوقت خايف من مصيرنا المحتوم.. وفكرة السجن كانت صعبة بالنسبالي وخصوصاً انه يكون فيه سجن داخل سجن.. واقصد هنا الزميل اللي اتقبض عليه معايا.. كان طول الوقت يقولي.. وايه يعني اما نتحبس 6 شهور.. انت عارف انا اتحبست كام يوم؟؟ 1470 يوم.. هو يقول كده وانا اتنطط واقوله.. انت بتقول ايه..؟؟ انت عارف يعني ايه افضل هنا 6 شهور؟ ده انا مستقبلي يضيع وأموت

طبعاً الكلام ده كان أول يوم لينا ف السجن الحربي.. مكنتش اعرف اني ح اغير رأيي اما الاقي الدنيا سواد..

الصف عسكري ماهر بعد ما جابلنا الأكل.. نقلنا لزنزانة تانية كان فيها حوالي 12 نفر ومساحتها برضو متر ونصف ف طول 3 متر.. والزنزانة دي كانت غاية في القرف.. ريحتها كانت وحشة جدا.. وكان معانا فيها ناس من نيجيريا وناس من السودان بالاضافة للمصريين.. وبتاع السودان كان بيعملها على روحه ف الزنزانة الضيقة دي وكانت بتقلب ريحة العنبر كله.. سألناه ليه ما جاوبش.. بس فهمت بعد كده من ابتسامته الصفراء.. ان ده نوع من التمرد.. بس كان بيقرفنا ابن اللذين.. المهم ف اليوم ده كان رهيب جداً واكاد اكون ماعرفتش انام..

كنا نايمين على جنبنا عشان مفيش مساحة..

والزميل اللي كان معايا كان نايم جنبي.. ونام بدري قوي حوالي الساعة 10 مساءا.. وانا فضلت صاحي. ساعتها قعد يشخر طول الليل.. لدرجة ان واحد من اللي معانا ف الزنزانة.. طبعاً الدنيا كانت ظلمة محدش شايف حد.. واحد معانا صوته بلطجي او ماعرفش ماله لقيته بينادي بصوت عالي.. الاخ اللي بيشخر ده.. فيه واحد جاي معاه.. ياريت تسكته عشان ماقمش اسكته انا.. قولتله اسكته ازاي يعني؟ قالي ارفع دماغه بأي حاجه.. شلت جزمتي من تحت دماغي وحطيتها تحت دماغ الزميل عشان ارفع المخده بتاعته.. اللي كانت معمولة من جزمته برضو.. سكت شوية ورجع تاني.. ورجعت التهديدات ليا..

لغاية ما طلع علينا النهار.. وعملنا طابور تمام

ف الطابور ده اتعرفنا على كل الناس تقريباً.. ف لقينا المعيد ف الجامعة.. والطالب ف الثانوي.. والصنايعي.. والفلاح .. والمزارع.. جالنا الظابط اشرف بنفسه عشان العدد.. وف اليوم ده سمعت كمية من الشتايم رهيبة..

عشان حضرة الضابط كان عاوز يخلينا نعد نفسنا بنظام عساكر القوات المسلحة.. ودي كانت صعبة على بعض الناس اللي على أطراف الصفوف وكانو دايماً بيتلخبطوا

ف اليوم ده حضرة الضابط أشرف حب يستعرض قدرته العظيمة على المعتقلين لديهم.. وقوم كام واحد وطلب من كل واحد يحكي حكاية.. واللي كان بيرفض كان بيطلب منه يقلع هدومة ويغرقه بالمية ويذنبه ف الظل.. عشان ما ينشفش من المية

وعلى سبيل المثال وليس الحصر.. شاب عمره حوالي 17 سنة قام يستأذن في دخول الحمام ف حضرة الضابط أشرف هذله راسه.. ف الولد اتحرك ناحية الحمام.. ف الضابط أشرف اتهمة انه بيستعبط وغرقة ميه ونيمه على بطنه ف حاجه زي البانيو كده واطية عن مستوى الارض ومليانة ميه..


الحمام بقى كان حدوته كبيرة.. الحمام مفيهوش ميه.. وبدون ابواب.. والميه كانت بتيجي ف جراكن.. حوالي 30 جركن وف الغالب كانوا بيخلصو ف أول اليوم.. واللي يلحق.. واقعد بقى بقية اليوم من غير ميه.. والصادم ف الموضوع ان الاطباق والحلل اللي كانوا بيغرفوا فيها الأكل.. كانت بتتغسل ف الحمام ده.. الحمام الغير صحي ولا آدمي بالمرة.. ولا اعتقد ان الحيوانات ترضى تستخدمه..

وأغرب مشهد شفته.. أحد الأطباق الصغيرة - المميز الشكل - كان بيتبول فيه أحد المحتجزين أول اليوم.. وبيشرب منه محتجز آخر.. آخر اليوم..!


نرجع لقعدة الظابط أشرف.. بعد موقف الواد اللي اتغرق ميه.. حضرة الضابط أمر ان محدش يتحرك من مكانه يقوم غير اما يستأذن الأول.. وقام باصصلي انا والزميل اللي معايا وابتدى يسترسل في الكلام مع المحتجزين، مبرراً الطريقة الغير إنسانية اللي بيتعامل بيها مع الكل..

ف قام منادي.. فين الواد اللي قتل 6 عساكر؟ قام واحد رافع ايده

قاله إسمك ايه؟.. قاله إسمي : احمد عبد الله هاشم

قاله: انت جاي ف ايه؟ قاله ( بطريقة محمد صبحي ف العميل رقم 13 ) انا قتلت 6 عساكر.. واغتصبت مهندسة زراعية.. وسرقت سلاح.. طبعاً الواد كان بيتكلم بكل ثقة لدرجة اني فكرت انه ممكن يكون معاهم.. بالفعل فيه واحد قالنا ان الواد ده كان لابس تحت هدومه لبس جيش.. وقاعد يهددهم ف الزنزانة محدش يقربله عشان هو ضابط ف الجيش.. لم اتأكد من المعلومة دي ان كانت صح ولا غلط.. بس حابب أقول ان الشخص ده كان من اوائل المفرج عنهم.. ليلة التنحي

المهم.. حضرة الظابط اشرف باصللنا كده بإبتسامه مزيفه.. شايفين..؟ عاوزينا نتعامل ازاي؟ واحد مجرم زي ده قاعد ف الزنزانة وبيهدد زمايله.. عاوزيننا نتعامل معاه ازاي؟

قام مقوم واحد تاني.. وقالنا.. الواد ده مثلاً.. اغتصب دكتورة.. وهو نازل لقى واحد صحبه قاله: فيه دكتورة فوق.. كده.. اطلع شوفها.. قام صاحبه وهو طالع اتقبض عليهم هما الاثنين.. اشرح لزمايلك بقى اغتصبتها ازاي؟ ها.. كانت حلوة؟ ماتنطق يابن ال.. عملت معاها ايه؟؟

الواد قعد يلف ويدور وف الآخر حكى بداية الحكاية واسترسل قام حضرة الضابط زهق منه واشتغل على واحد تاني.. وهكذا..


أحد المحتجزين ميل علينا وقالنا.. مستغربين؟ امال لو شفتوا اللي كان بيحصل فينا من يومين؟.. ايه؟ كانو بيوقفونا مقرفصين على رجلينا وحاطين ايدينا فوق راسنا.. ويخلونا نقول كلنا بصوت عالي .. هذا ما جناه أبي !.. قولتله اشمعنى؟ قالي ماحنا سألنا ليه.. قالولنا.. مش ابوك هو السبب إنك جيت الدنيا دي؟.. يبقوا هو اللي جنى عليك.. اللي كان بيلاعب شفايفه بس ويعمل نفسه بيقول.. كان بينضرب ويتشتم.. كان لازم كلنا نقول بصوت عالي لغاية ما نجيب دموع.. هذا ما جناه أبي..!


فات اليوم وجابولنا الطقة اليومية.. وحذرونا اننا لو حصل اي مشاغبة مش ح يبقى فيه طقة تانية.. والاكل كان عبارة عن.. لحسة مربى ورغيف عيش.. بعدها بشوية لمحت الصول عمر اللي كان عندنا قبلها بيوم.. وقعدنا ف الزنزانة الصغيرة وجرينا عليه طلبنه منه انه يرجعنا الزنزانة الصغيرة وشرحناله المعاناه اللي شوفناها ليلة امبارح.. طبعاً ماهر كان متغاظ مننا اننا تخطيناه وروحنا لعمر وابتدى يعملنا وحش.. يعني شتيمة وقلة ادب وسفاله.. وعالرايحة والجية يفتشنا عشان يقفش مننا فلوس تاني.. ولا مانع من انه يمد ايده علينا بحذر.. عشان كان واخد باله اننا مش بس محبوسين.. احنا كمان بنراقب التصرفات.. المهم نقلونا بالفعل ف الزنزانة اللي بتاخد نفرين.. واللي كانو مسمينها " التأمين " وف نص اليوم لقيناهم بيجيبولنا عليها 3 محتجزين لسه مترحلين جداد.. وقالولنا دول ناس محترمة زيكو واستحملو بعض.. يا اما ننقلكم كلكم على الزنزانة الكبيرة

وكانو المحتجزين الجدد معانا كلهم غير مصريين.. مروان من العراق.. عدلي وسائد من فلسطين.. طبعاً ف البداية كنا قلقانين لكن اكتشفنا انهم طيبين.. مثلهم مثل معظم اللي كانو محجوزين ظلم ف السجن الحربي.. مروان وعدلي وسائد أول يوم قعدوا يحكولنا عن كل اللي حصل معاهم وطريقة التحقيق معاهم في المخابرات الحربية.. ومدى المعاناه اللي لقيوها.. لكن ده مش موضوعنا.. والكلام مادام ما شفتوش بعيني.. ف هو يحمل الصدق.. ويحمل الكذب ايضاً.. كانت صحبة كويسة حاولنا بيها اننا نتأقلم مع الجو عالرغم من اننا كنا 5 اشخاص ف زنزانة متر ونص ف مترين ونص.. الا اننا قعدنا نتكلم.. كل واحد اتكلم عن تاريخ بلدة.. مروان كلمنا عن العراق واللي بيحصل فيها.. وعدلي وسائد كلمونا عن فلسطين.. والتلاته كان عندهم هاجس انهم يترحلوا.. لكن انا وزميلي كنا بنصبرهم

فات اليوم ده وصحينا تاني يوم الصبح على تخبيط بقوة في على باب الزنزانة.. وبيقولونا ان فيه ناس ح تتعرض نيابة.. وفيه ناس ح تستنى شوية

اوائل الناس اللي اتعرضوا عالنيابة كان مروان وسائد وعدلي.. واحنا استنيناهم في الحوش.. وحصل طابور عشان تمام العدد وحصل فيه نفس المسخرة اللي حصلت.. بس الزيادة ان اللي كان بيعمل كده مش حضرة الضابط اشرف اللي ما شفناهوش ف اليوم ده..

لأ ده كان أحد العساكر كان فاتح الراديو جنبة.. والاغاني الوطنية شغاله على احدى اذاعات الاغاني.. الاغنية تلو الاخرى.. وهو بيتلذذ بضرب واهانة وتذنيب اشخاص ابرياء.. كلهم بلا استثناء اعلى منه في المستوى التعليمي.. ماعرفش هو كان قاصد يشغل الراديو على محطة بتذيع اغاني وطنية ولا لأ.. لكن كان مشهد درامي قوي وهو شغال ضرب وبيردد يا حبيبتي يا مصر يامصر... ! وطبعاً الكاميرا اللي ف وسط الحوش بتصور.. والمفروض ان القادة اللي اعلى منه شايفين ايه اللي بيحصل.. لكن ح نقول ايه.. إذا كان هو شايف حضرة الضابط أشرف بيعمل كده قدامه.. يبقى العسكري الصغير مش ح يعمل كده وهو حاطط رجل كمان

جالنا مروان وسائد وعدلي وحكولنا على تفاصيل تحقيق النيابة.. ومروان قالي انه ح يكون فيه محامي ح يتكلم مكانك.. ويا يلبسك ويقول حصل بس موكلي ماكنش يعرف.. او يقول ما حصلش.. وانت ملكش حق تتكلم !!.. مروان العراقي.. كان رايح ف قضية متلبساله نكايه من واحده كان يعرفها.. وكانت القضية عبارة عن حيازة رصاص حي.. ولبس ملابس عسكرية.. وهو حسب روايته هو كان بيقول انه اتقبض عليه ولبس القضية دي..

المهم شوية وجالنا محتجزين جدد واول ما شوفناهم انا والزميل اللي معايا ابتدينا نسألهم.. ايه الاخبار بره وايه اللي بيحصل في التحرير؟ والناس اللي ف التحرير بخير؟ مشيوا ولا قاعدين؟ كان النهاردة موافق 8 فبراير.. بصراحة ماحدش فادنا من الناس الجديدة.. بسبب انهم كانو محتجزين اصلاً من اول الشهر ( يعني من قبل ماندخل احنا ) لكن كانو محتجزين ف اماكن اخرى مختلفة

واذكر منهم واحد في الثلاثينات من عمره.. كان محبوس ف سجن ابو زعبل وحكالنا قصة تهريبهم من السجن.. ان مأمور القسم دخل عليهم هما والظباط وحط فدامهم السلاح.. وقالهم.. كل واحد ياخد سلاح ويخرج بره السجن.. إفراج

الشخص ده كان واخد 3 سنين وقضى منهم سنتين ونص.. خاف يخرج ليتحاكم وقالهم انا قاعد اكمل المدة بتاعتي.. ف راح احد الضباط معمر السلاح بتاعة وكان ح يقتله.. قام سامع كلامهم وخد السلام وهرب برة السجن وراح سلم نفسه ف أقرب شرطة عسكرية.. خدوه حققوا معاه شوية وبعدها رحلوه على هنا

اليوم ده جابولنا طبيخ.. قلقاس مطبوخ زي صينية البطاطس كده.. ولحمة.. كل واحد نصيبه من اللحمة حته قد عقلة الصوباع.. ورز كتير بقى اللي عاوز ياكل ياكل.. اذكر ان الزميل بتاعي ساب الدنيا كلها وقام قايلي.. شايف مش قولتلك متوصي علينا؟ لولا انك معايا مكنتش كلت الاكل ده؟؟ قولتله متوصي علينا منين يا خويه اتنيل.. هو اصلا حد يعرف احنا فين؟ ولا هما العسكر دول ينفع معاهم توصية ولا نيلة.. بلاش تهيأت ونبي وخليني ف اللي انا فيه

اليوم ده العساكر كانت بتجر معانا ناعم.. لدرجة اني ابتديت اصدق كلام الزميل.. لكن عرفنا بعد كده ان تاني يوم فيه مأمور السجن ح يمر وبتاع.. ف اليوم ده كان فيه واحد محبوس معانا

اسمه كريم عابدين.. ده كان ف السنة النهائية كلية العلوم – أزهر.. ده بقى حكاية.. الواد ده من كتر الكهربا اللي كان بيتكهربها من العساكر والظباط جسمه كان محروق.. وتقريباً حصله حالة من التوهان الذهني لدرجة انه اما كان بيتنادى اسمه.. كان المحتجزين اللي يعرفوه.. يشاورو عليه ف اشارة انه حتى إسمه.. نساه

ف اليوم ده كريم عابدين قعد يتلفظ بلغة غريبة.. ماعرفش دي عربي ولا لاتيني.. جابوله دكتور ادوله حقنه وحطوه ف زنزانة صغيرة.. تسع فرد واحد.. وقفلوا عليه.. والزنزانة دي كانت جنبنا على طول

الولد عمل حركة كانت باسطانا الحقيقة.. احنا طبعاً كان مقفول علينا الزنزانة.. الولد طول الليل يخبط على الباب الحديد للزنزانة وعرفنا بعد كده انه كان بيخبط بكرسي.. واما جم العساكر يفتحوله الباب يشوفوه عاوز ايه وبيخبط ليه.. نزل فيهم ضرب لدرجة اننا سمعنا صراخهم.. وطبعاً ف النهاية تم السيطرة عن طريق العصا الكهربائية.. الحقيقة.. لا أخفي اني من كتر التركيز ف اللي بشوفه او بسمعه.. جاتلي حالة من فقدان جزئي للذاكرة

والحكاية كما رويت لي من ال4 زملاء بالزنزانة كانت كالتالي.. كانت في فجر تلك الليلة المشئومة اللي انضرب فيها واتكهرب الاخ اللي ف الزنزانة المجاورة.. صحيت من النوم اخبط عالباب بقوة.. جالي العسكري وفتحلي شباك الباب الصغير وقالي انت مين.. قولتله انا اسمي سيف.. !! سيف؟؟ وعاوز ايه يا سيف؟ قولتله انا عاوز بطاقتي عشان أروح؟ العسكري ضحك وقالي تروح ليه مانت قاعد.. انت جيت ازاي؟ قولتله انا شغال موظف عمومي وكنت بجيب أكل لصحابي هنا وعاوز اروح عشان عندي شغل الصبح.. العسكري قعد يضحك وقفل شباك الباب وانا رجعت للنوم.. الزملاء بالزنزانة ما كانوش راضيين يحكولي حكاية زي دي لكن اللي حصل انه تاني يوم الصبح ( صباح 9 فبراير ) العسكري فتحلنا الباب وسأل.. مين اللي كان بيخبط وعاوز يروح امبارح؟؟ قام سرعان ما رد عليه الزميل الفلسطيني سائد.. وقاله انا.. معلهش ما تآخذنيش أصلي كنت بحلم.. انا طبعاً قعدت اسأل سائد ايه اللي حصل ايه اللي حصل.. وهو قعد يحكي.. على انه هو.. وهما متابعين الحوار.. لكن انا ف لحظة ما افتكرت اني فعلاً قمت بس مش فاكر تفاصيل.. وخصوصاً ان سائد كان بيحكي وهما كلهم بيبصولي ويضحكوا.. لغاية ما الزميل اللي معايا صارحني باللي حصل ده.. ساعتها حسيت اني خلاص.. يومين وح ابقى زي المحتجز اللي نسي اسمه وبيتكلم ده

ف اليوم ده كنا حاسيين ان فيه حاجه ح تحصل هي ايه..؟ مش عارفين.. قعدنا من بداية اليوم نحفظ بعض ارقام تليفونات قرايبنا وكل واحد حفظله رقمين.. انا حفظت رقم لمروان ورقم ل عدلي وسائد مع بعض.. وهما حفظولنا رقم واحد ليا انا والزميل اللي كان معايا.. وكان رقم اخويا الصغير أحمد.. قعدنا نحكي ف اليوم ده كتير لغاية ما جه نص اليوم.. حكيتلهم عن الخطوات اللي ممكن ياخدها اخويا بدءاً من اتصاله بالعميد ميت ( محمد عادل 6 ابريل ) وحتى موضوع الصفحة اللي عملهالي عالفيس بوك.. اخويا بقى وفاهم دماغه.. ومروان قعد يكلمنا عن دكتورة صديقته اللي اداني رقمها.. وقعد يكلمنا شوية عن مراته وابنه.. والزميل اللي كان معانا قعد يكلمنا شوية عن التصرف اللي ممكن تعمله سارة صديقتنا وبقية المؤسسات الحقوقية اما يعرفوا انه مقبوض عليه! ولا يخلو كلامه من نبره.. انتو تحمدوا ربنا انكم معايا.. ده حتى الاكل اللي بيتقدم مستواه بقى احسن من ساعة ماجيت هنا.. ههههههه.. الحقيقة كان الاكل ف اليوم مختلف.. كان فيه فول.. وفول ف الظروف اللي زي دي.. في ظل العيش والمربى.. كانت حاجة عظيمة.. سائد كان بياكل كتير.. وكان مصاحب العساكر.. وطلب منهم اننا مانخرجش مع بقية الناس نستلم الاكل.. وانه ياريت ينادو عليه يستلم هو اكل ال 5 اشخاص.. اللي هما احنا.. وانه مش مهم خلينا ف الآخر المهم اتوصوا بينا.. عشان كنا جعانين فول جداً.. كلنا لغاية ما شبعنا.. وسائد كالعادة مرضيش يرجع طبق الاكل غير اما يحتفظ بما تبقى من الاكل عشان لو حد جاع بالليل.. كل مرة بيقول كده وهو اللي بياكل الاكل لوحده.ههههههه

فكرة انك تبقى محبوس ف زنزانة بالمساحة دي كل ما فكر فيها بيجيلي ضيق تنفس وببقى ح انفجر.. لكنهم طول الوقت كانو بيصبروني.. كل واحد بطريقته.. معظمهم كانو بيقولو اننا ح نطلع.. اما الزميل اللي كان معايا.. ف بيتهيألي كان عاوز يقعد اكبر فترة ممكن.. ولا اعلم السبب

جه صول من أوائل الناس اللي قابلناها ف السجن الحربي.. ونادى شوية اسماء.. وانا والزميل ف وسطهم.. الحمد لله.. افراج؟ لأ ح تتعرضوا عالنيابة العسكرية.. واحنا ف طريقنا للنيابة.. كان كل اللي يشوفنا يقولنا.. انتو بتوع الكاميرا والفلوس؟؟ من عقداء بقى ولوائات قاعدين وضباط وعساكر.. بقينا مشهورين ف المكان

اكدت على زميلي شوية حاجات قبل ماندخل اهمها اننا ماتقبضش عليها ف المتأخر.. واننا كنا نازلين وسط البلد عشان نشتري موبايل جديد بدل موبايلي اللي ضاع ونشتري ميموري كارد للكاميرا. وان الوقت اما اتأخر ماعرفناش نرجع مصر الجديدة وقولنا نروح الهرم.. وأهم حاجه.. اننا ماكناش ف التحرير ولو ضغطوا علينا قوي.. ح نقول اننا عدينا بصينا بصه.. وخصوصاً اني كنت فاكر ان الميموري كارد كان متصور عليها كام صورة كده لشعارات ف التحرير.. وممكن وكيل النيابة يطلبها مني.. الغريب ف الموضوع اننا كان لازم نكذب.. عالرغم من اننا ماكناش بنعمل حاجه غلط.. ايه يعني كنا ف التحرير.. وهي دي جريمة؟؟؟ ما علينا

وقفونا ف الشمس شوية.. وشنا للحيطة قبل ما نطلع للمبنى اللي فيه النيابة.. وكان وكيل النيابة اللي بيحقق معانا لابس لبس جيش برضو.. وطلب مننا انه يحقق مع كل واحد على حده.. وهنا جاءت اللحظة الكوميدية ف الموضوع كله

س: انت اتقبض عليك فين؟ وعليها ايه الكاميرا دي؟

ج : حكيتله انه اتقبض علينا من لجنة شعبية مش فاهمة حاجه سلمتنا للجيش وكنا راجعين من وسط البلد

س: عليها ايه الكاميرا دي؟ وكنتوا راجعين من وسط البلد ازاي؟ تقصد التحرير؟ وايه اللي وداكم؟

ج : لأ ماكناش ف التحرير.. انا كان موبايلي ضايع وكنا نازلين نشتري موبايل انا وصحبي واشترينا ميموري للكاميرا

س: يعني الكاميرا دي معليهاش حاجه متصورة من الميدان؟ وفين الشرايط؟

- التحقيق اشبهه بشغل أمن الدولة.. مع اننا وقتها كان 9 فبراير.. والناس كلها بتتكلم عن شباب الثورة وشباب التحرير!!

ج : الميموري عليه كام يافطة كده صورتهم وانا ف طريقي.. ومفيش شرايط هو شريط فاضي بس..

س: وريني الكاميرا

ج: فتحتله الكاميرا ودخلت عالميموري.. وهو بيقولي اوعى تحذف حاجه انا شايفك.. وريتله الصور ابتداء من صورة للراجل اللي باعلي الميموري وانا بجربها.. نهاية بآخر يافطة صورتها.. والحمد لله ان الاضاءة كانت ضعيفة ومكنتش مصور متظاهرين.. كان كل همي اني اخرج من المكان ده او عالاقل اطمن امي عليا..

قاطعته ف وسط الكلام وقولتله لو سمحت ممكن اتصل بأمي اطمنها عليا.. رد بكل برود.. انت مينفعش اصلاً حد يعرف انت فين.. وخلي امك وابوك يلفوا عليك ويقلبوا عليك الدنيا.. عشان اهالي اصحابك اللي ف التحرير يعرفوا ويلموا عيالهم م التحرير.

هو قالي كده.. وانا قلت خلاص.. الراجل ده ح يشيلني 10 سنين.. وبعدين رجعت اقول بإستغراب.. الله مش ده وكيل نيابة.؟ يعني المفروض جه محايدة؟ ايه دخله ف التحرير والناس اللي ف التحرير.؟ هو بيحقق ف إيه دلوقت.. عرفت فيما بعد انهم بيقدسوا حاجه إسمها مبارك

لقيته مطلع من الاحراز ( قال يعني بقينا مجرمين خلاص ) ورقة كده كنت خدتها من واحد بيوزعها ف التحرير.. وبيوجهلي سؤال: انت متهم بتوزيع منشورات

رديت بكل هدوء.. منشورات ايه يا فندم وانت لقيت معايا 30 منشور؟ دي ورقة واحده خدتها من واحد كان بيوزعها وحطيتها ف الشنطة وقولت اما اروح البيت اقراها

س: مين اللي ادالك الورقة دي وفين؟؟

ج: مش فاكر حاجه.. ده كان يوم طويل وناس كتيرة بتوزع ورق ف الميدا.. ممكن اشوف الورقة عشان افتكر..

وراني الورقة.. وتلفظت انفاسي.. لاني قبلها مكنتش اعرف اصلاً الورقة فيها ايه.. لكن الحمد لله طلعت تدعو للتهدئه.. رديت بكل ثقة وقولتله ما الراجل بيدعوا للتهدئة اهو.. ياريتني كان معايا 30 ورقة من دول واتهمتني اني بوزعهم هههههههه.. خلاص الموضوع قلب كوميديا معايا.. وبدأ يكتب بجدية بالقلم في ورقة المحضر

س: اوصفلي بقى مواصفات الراجل ده وقابلته فين..؟

ج: يافندم مش فاكر؟

س: قول اي حاجه.؟

ج: أكذب يعني؟

س: آه اكذب.. قولي بقى شوفته ايه ولابس ايه..؟

ج: انا قابلته تقريبا ف شارع شريف

س: طيب كان لابس ايه؟

ج: مش فاكر

س: طيب كان بدقن؟

ج: آه دقن خفيفة

س: كان طويل ولا قصير؟ تخين ولا رفيع؟ لابس جلابية ولا لابس ايه؟

ج: انا كده ح اكذب على فكرة

س: إكذب.. ها مواصفاته ايه؟

ج: كان بين البينين.. ولابس قميص وبنطلون

س: القميص كان لونه ايه؟

ج: ابيض ومخطط بالطول

س: انت تعرف زميلك ده منين ومين صحابكم؟

ج: اتعرفت عليه عن طريق واحده صحبتي

س: اسمها ايه؟ ومين تاني صحابكم.. وقابلتو مين فاليوم ده..؟

وهكذا.. وبعد ما ستف التحقيق تمام التمام وبقى فيه اكتر من 4 تهم.. في منتهى الهبل.. طلب مني اني استنى برة.. ونادى على زميلي

وبعد شوية لقيته بينادي عليا.. ومحضر ورقة تانية خالص معمول فيها قضية حظر تجول فقط. وحبس 15 يوم على ذمة التحقيقيات.. حتى تنعقد المحكمة.. بصراحة كنت متغاظ قوي لاني سمعت وانا ف العنبر ان حظر التجول بياخد اخلاء سبيل.. اشمعنى احنا

خدنا الصول عشان يرجعنا تاني الحوش اللي فيه الزنازين بتاعتنا.. واحنا ف الطريق كان بيعاملنا وحش بعد ماكان بيعاملنا حلو.. سألته فيه ايه.. قالي ده انتو وقعتوا سودا.. قولتله احنا ح نمشي من هنا امتى؟ قالي ح تمشوا اما نجيب زمايلكو اللي ف التحرير مكانكم.. ف ح نعوز نفضي السجن عشان نملاه بيهم..

استلمنا العسكري ماهر.. وفتشنا تفتيش ذاتي ظنناً منه انه ممكن يكون معانا فلوس خدناها من الامانات ف يقوم مقلبها وحاططها ف جيبه.. بس مع الاسف احنا ماخدناش غير بطايقنا عشان كانو بياخدوا منها البيانات ونسيوا يرجعوها مع الامانات

بمجرد ما زمايلنا ف الزنزانة سمعوا اننا خدنا 15 يوم على ذمة التحقيقات.. بدأ يحصل انقسامات ف الآراء وكلها كان الهدف منها تهدأتنا.. او تهدأتي انا بالتحديد

ف اليوم ده جات ناس جديدة.. لقيتني بسألهم السؤال اللي اتسألته اول ماجيت.. هو بيحصل ايه برة؟ والناس اللي ف التحرير مشيوا ولا لسه قاعدين؟.. طمنونا وقالولنا ان اللي ف التحرير زي ماهما ومبارك قاعد يقدم في تنازلات.. الحمد لله

كنا الاربعاء بالليل 9 فبراير.. نمت وانا فاقد الأمل اني اطلع من المكان ده.. بس كان عندي أمل اكبر ان مصر تتحرر.. بينا وبالناس الصامدة في التحرير

الخميس 10 فبراير..

صحينا ف اليوم ده لقينا العسكري ماهر اتغير وجه العسكري جمال.. وجمال ده كان ابيضاني ده بس كان لهجته بتقول انه فلاح.. ده لخصلنا شكل المعاملة وقال.. انه مش ح يشتم.. ولا ح يضرب بحاجه ولا يكهرب.. هو بس ح يضرب بإيده.. المهم كان شخص ثقيل وبالفعل ضرب واحد ضرب مبرح لمجرد انه تخطاه وسأل ضابط كان بيمر علينا.. سأله ح نخرج امتى من هنا..

اللي انقذنا منه ان مأمور السجن جه ومر علينا بعد الغداء.. ووزع علينا سجاير كل واحد سيجارتين.. انا قلت لزميلي حتى لو مش بتدخن لازم نحتفظ بالسجاير عشان دي العملة اللي ف السجن.. وممكن تدي لواحد سيجارة عشان يخدمك.. وطبعاً الزميل لم يفوت الفرصة وقالنا.. شايفين.. المعاملة اتغيرت خالص.. عشان انا موجود في وسطكم.. بصراحة الزميل ده كان بالنسبالي سجن جوه سجن.. العسكري جمال قلعنا الاحذية بتاعتنا.. وسائد قعد يتحايل عليه عشان يجيبهالنا تاني.. واليوم ده كان قميئ.. ما بين واحد يقول ح تخرجوا قريب.. ومابين واحد يقولنا انتوا وقعتكوا سودا.. قفلوا علينا ف اليوم ده بدري.. ومفيش شوية ومر دكتور من العيادة بيقول اللي عنده حاجه.. طلع سائد وقال ان معدته واجعاه.. وراح مع الدكتور واتقفل علينا الباب..

شوية وحوالي الساعة 7 مساءاً جه عسكري فتح الباب وقال اخرجو على برة..

مابقيناش فاهمين حاجه.. مش عارفين احنا رايحين فين واخرجوا على بره فين..

بالعافية لبست الجزمة فردة وفردة عشان كانوا بيزعقوا فينا بقوة ومالحقتش ادور على جزمتي..

خرجت من الزنازنة لقيت صف طويل من العساكر قاعد يضربنا على كتفنا ويزقونا للأمام.. واحنا مش فاهمين اللي بيحصل لدرجة اني انا والزميل وال 2 اللي معايا وسائد ما لقيناش بعض.. كان زحام شديد من البشر مشينا ف ممر طويل وعساكر عاليمين وعالشمال.. ف اللحظة دي حسيت ان فيه حاجه حصلت ف البلد.. واانا بجري ف الممر مع بقية زمايلي افتكرت كلام الصول اللي قالي انكو مش ماشيين من هنا غير اما زمايلكوا اللي ف التحرير ييجوا

لقيت نفسي واقف متسمر ف مكاني ومن غير ما احس لقتني بدمع وبتوسل لأحد العساكر يقولي فيه ايه.. راح قايلي بقرف.. ح تخرجوا.. قولتله فيه ايه ف التحرير؟ النس اللي ف التحرير لسه موجودين؟

ماردش عليا.. خرجت بسرعة عالممر لقيت حوش كبير وحوالية مباني دور واحد ملفوف دوران عالحوش.. وواقف عالمباني عساكر كتيرة وموجها اسلحتها ناحيتنا ف الحوش

قلت خلاص ح يصفونا.. لقيت عقيد واقف ينادي اسماء وطلبو مننا نقعد ف الارض.. ف اللحظة دي عرفت الاقي الزميل اللي كان معايا.. بعدها لقيت مروان وسائد وعائد.. وشاورنا لبعض.. عشان كنا بعيد عن بعض.. اسماء قاعدة تتنادى واحنا مش عارفيين احنا رايحين فين.. اللي بيتنادى اسمه بيقف ف صف وبيبتدي يتحرك لخارج الحوش ده..

كنا حوالي 3 آلاف شخص..

مش عارفين فيه ايه ولا ايه اللي بيحصل.؟؟ سألت الصول عمر فيه ايه؟ قالي ماتخافوش ح تخرجوا.. مافرحتش قوي لاني مكنتش جاي فسحة وح اخرج وقلت لنفسي ساعتها.. ح اخرج ليه وعلى حساب مين؟ ومين اللي ح يتحاسب عالأيام اللي شوفناها؟ ايه اللي حصل ف البلد؟؟

بالفعل اتنادى اسمي انا والزميل.. وف لحظتها شاورت لمروان وسائد وعدلي بإيديا مديلهم اشارة التليفون.. اللي المفروض اعمله زي ماوعدتهم لو خرجت قبلهم.. ومين عارف ممكن هما كمان يخرجوا معانا.. الغريبة بقى ان اسم عبد الله هاشم.. اللي كان قاتل 6 عساكر ومغتصب مهندسة زراعية وسارق سلاح.. اتنادى قبلنا! وخرج هو الآخر !.. خرجنا روحنا مكان تاني فيه عربيات جاهزة للخروج بينا من سور السجن الحربي بالهايكستب.. وهناك قابلنا الضابط أشرف سألته ايه اللي حصل.. لقيته بيرد عليا وهو بيهمس.. مبارك اتنحى.. وسافر دبي.. لقتني بقول بعلو الصوت.. الله أكبر.. لقيته بيقولي انت فرحان.. قولتله ده اسعد خبر ف حياتي.. ولقيت الزميل بيقوله انا بقالي 26 سنة مستني الخبر ده

قام مكشر ف وشنا وقايلنا.. ده انتوا بكرة تعرفوا قيمة الراجل ده.. ده انتوا ح تشوفوا ايام سودا.. الغريب ان ده كان نفس موقف كل افراد الجيش اللي قابلناهم ساعتها.. حتى صغار العساكر

المهم سألنا عن حاجتنا.. المحفظة.. الفلوس.. الموبايلات.. الكاميرا.. بقية الأمانات..؟

الضابط أشرف قالنا انها ف الأمانات وان الامانات قفلت دلوقتي واننا ننسى الحاجة دي لانها اتحرزت واتحفظت.. طب ايه مفيش ورقة حتى تثبت اننا خارجين من عندكم؟ ده احنا ح ندخل ف وقت حظر التجول وممكن يتقبض علينا بأشكالنا دي.. ده اللبس بقى مهبب وشعري ودقني يقولوا اني هربان م السجن.. اما لقانا ملحين قوي.. قام مطلعلنا 20 جنية من جيبة وقالنا.. ودي 20 جنية من جيبي الشخصي ( عرفنا بعد كده انها بتصرف لكل المفرج عنهم ) عشان ما تتبهدلوش وانتوا مروحين.. وماتقلقوش احنا مبلغين كل الدوريات اللي تبع الشرطة العسكرية اننا مخرجينكم.. روحوا كده لأمهاتهم خلوهم يطبخولكم أكله حلوة.. واقعدوا استرخوا ف بيتكم كام يوم كده ولا اسبوع.. واوعوا تقولوا لحد انتوا كنتوا فين..؟ مش من مصلحتكم تحكوا اي حاجه شفتوها هنا..

ما عجبنيش اسلوبه ولا طريقته.. ابتدينا نركب العربيات وقالنا ان العربية ح توصلنا لغاية موقف العاشر..

فؤجئنا ان العسكري اللي ف العربية بيردد نفس كلام الضابط أشرف.. روحوا ناموا اسبوع ف البيت.. خلي الحاجة تدبحلكوا دكرين بط.. كلوا واشربوا.. وانسوا أي حاجه شوفتوها هنا

العربية اللي احنا كنا فيها كان فيها حوالي 25 واحد.. كلهم كانو حافيين وبدون بطايق ماعدا انا وزميلي.. ف البطايق خدناها واحنا بيتحقق معانا قبلها يوم.. اما الجزم ف انا كنت لابس فردة وفردة وزميلي عرف يلاقي جزمته.. والباقي كانوا حافيين

حتى العسكري اللي كان بيسوق.. طلعنا على بوابة الهايكستب وقالنا موقف العاشر هناك اهو.. اتاري موقف العاشر باقي عليها مش اقل من 10 كيلو والقاهرة باقي عليها حوالي 25 كيلو

قررنا نتمشى.. كنا كتير جداً طالعين عالطريق وشكلنا كان مرعب.. حاولنا نتقسم مجاميع صغيرة.. بس قبل ما نتقسم انا كنت عاوز احفظهم رقم تليفوني عشان يتصلو بيا..

عشان نتجمع ونطالب بحقوقنا من الكفرة اللي كنا عندهم دول..

لكن لقيت الفكرة دي لاقت رفض شديد من الزميل وصاح فيا بصوت مسموع.. هو احنا لسه اطمنا على نفسنا الأول..!

احبطني .. وإن كنت.. كل شخص قبل تودعيه نصحته انه يحرك دعوة قضائية ضد اي حد قام بتعذيبه او احتجازة دون وجه حق.. ولقيت واحد بالفعل كان بيتردد على مركز النديم قبل القبض عليه وذكرلي انه ح يطلع من هنا على الاستاذه عايدة سيف الدولة.. المجموعة الصغيرة بتاعتنا كانت 9 اشخاص..

كلهم حافيين ماعدا انا والزميل.. والساعة كانت حوالي 9 مساءا ومفيش حد راضي يوقفلنا عالطريق

مشينا 2 كيلو ف اتجاه القاهرة.. لغاية ما عربية نقل بضايع كبيرة.. ضهرها كان فاضي.. ف وقفلنا وركبنا كلنا على ضهرها.. المجموعة بتاعتي وما تبقى من بقية المجموعات حوالي 80 شخص على ظهر عربية نقل بضائع كبيرة.. مشيت بينا حوالي 3 كيلو وقبل ما نوصل للشرطة العسكرية.. طلعلنا الراجل اللي جنب السواق قالنا معلهش يا جماعة مش ح اقدر ادخل عالشرطة العسكرية وانتو كده..

انزلوا خدوها مشي وبعد مانعدي الشرطة العسكرية تركبوا تاني.. الحقيقة الشرطة العسكرية لا كلمونا ولا لقينا اصلاً حد واقف عليها.. اللهم عسكري واحد واما شافنا بصلنا بإستغراب وما نطقش.. لكن فيه ناس معانا قعدوا يشرحوله اننا خارجين منين وكنا فين ورايحين فين.. مع انه ما سألش ! .. المهم

العربية تاهت مننا لأن كان فيه لفة غريبة وعشوائية ف الطريق الرايح والراجع.. قررنا نمشي.. لغاية ما ربنا يحلها من عنده.. واحنا ماشيين عدينا على مكان كده للشرطة عليه صورتين لحسني مبارك.. واحده يمين وواحده شمال.. عشان يشوفها اللي رايح واللي جاي.. تفيت عليها تفه كبيرة..

وقولت ياه لو املك اشيل الصورة دي بإيدي وادوس عليها بالجزمة.. فضلنا ماشيين لغاية ما وصلنا منطقة عسكرية وكانت على احدى نواصيها دبابة عليها عسكري.. كنا احنا ال 9..

العسكري من بعيد قالنا ارفعوا ايديكو وقربوا عليا.. ورفع علينا السلاح بتاعه وابتدى يعمره ف وشنا.. واحد مننا جه يتكلم قام العسكري متنطط وانبطح عالارض وخد وضع الضرب.. وقالنا اقعدوا ف الارض وارفعوا ايديكوا لفوق والا ح اضرب

قعدنا ف الارض وكان فيه قريب مننا كابينه مراقبة وواحد تاني مراقبنا من فوق.. وبصراحة انا ماقدرتش امسك نفسي قمت اتكلمت بكل غضب.. فيه ايه؟ قلت اقعدوا وقعدنا.. ح تسمعنا بقى ولا ح تفضل مزنبنا كده كتير؟

قام بتاع الكابينة سمعني وطلب مني اني اسكت.. ماسكتش وقمت ملخصله الموضوع ف سطر.. احنا كنا ف السجن الحربي وافرج عننا وما سلموناش اي متعلقات لينا.. وقالولنا ح يبلغوا الشرطة العسكرية ف الطريق وتقدر تكلمهم تتأكد منهم

قالي طيب خليكو زي مانتو وانا جايلكم.. والواد العسكري لسه واخد وضع الضرب.. ماقدرتش امسك نفسي من الضحك على طريقته.. ايه ياعم انت داخل حرب ولا حاجه؟ ولا حد قالك اننا اسرائيليين؟

شوية وجالنا عميد وضابط شاب بلبس جيش معلق مسدس بأستك ف بنطلونه.. وضابط تاني بلبس مدني.. كلنا اتكلمنا ف وقت واحد.. ف قام واحد مننا كان مسافر بني سويف وقال انه كان واخد ورقة منهم تفيد انه كان ف السجن الحربي وخرج.. عشان يبقى يطلعها في ظل الظروف الصعبة للسفر بين المحافظات وبعضها.. على بطاقتي وبطاقة الزميل.. ابتدوا ياخدوا الموضوع جد وسمعوا مننا واحد واحد.. وفضلوا مزنبينا بنفس الطريقة.. وقام العميد قالي يعني سابوكوا كده مامعاكمش اي فلوس ولا اي حاجه تثبت شخصيتكم.. قمت مقرب م العميد وقايله.. الضابط أشرف ادالي 20 جنية انا وزميلي عشان نروح بيها.. قالي اشمعنى انتوا.. بصيت لبقية ال 9 وسكت.. قام ضاحك وقال.. عشان شكلكوا محترمين.. روحت منفجر فيه بقى.. وقولتله كل الناس اللي كانت ف السجن الحربي محترمين وولاد ناس ولا يقلو عننا شيء.. ركننا شوية بقى وقام راح بالعربية على مدخل المنطقة العسكرية اللي كنا على سورها.. واحنا خدناها مشي ف حماية حضرة الضابط الشاب اللي معلق المسدس بأستك وقاعد يتنطط طول الطريق وكأنه ماسك يهود او كأننا ممكن نهرب ف أم الصحرا اللي كنا فيها دي

شوية وجالنا العميد ده وبص للضابط الشاب وقاله.. طلع الكلام صحيح.. اعملنا كمين ف الطريق عشان نوقفلهم اي ميكروباص ياخدهم يوديهم اي حته قريبه يركبوا منها عشان ما يتقبضش عليهم تاني

عملوا كمين ووقفوا الطريق لمدة حوالي تلت ساعة وما عداش اي ميكروباص.. وكل العربيات اللي كانت بتعدي يا نقل كبيرة محملة.. يا ملاكي.. لغاية ماعدت عربية محملة اقفاص فاضية.. قام العميد منادي عالضابط الشاب وقاله وقف ده.. وقام قاله إنت رايح فين.. قاله رايح لغاية البحر الاعظم ف الجيزة.. قاله طيب خد دول ف طريقك.. وطبعاً صاحب العربية ما رضيش يركب حد قدام معاه.. وركبنا كلنا على ظهر الاقفاص الفاضية.. على مدار ساعتين كانوا مدة طول الطريق.. والهوا بيخبط فينا لدرجة اننا تلجنا وكنا ماسكين ف بعض والعربية ماشية بكامل سرعتها لغاية ما وصلنا شارع البحر الأعظم بالجيزة.. هناك خدنا تاكسي

واحنا ف التاكسي بقى كنا على موعد مع سماع خطاب مبارك الأخير..واللي اتفاجئنا فيه انه لسه موجود ولا سافر دبي زي ما قالنا حضرة الضابط أشرف.. ولا اتنيل اتنحى.. امال ايه اللي قالهولنا حضرة الضابط أشرف ده؟؟ جايز يكون مجرد كلام.. لكن كنت حاسس ان نهاية مبارك قربت..!